تعرف على تصميم جسر الجمرات في مكة لضمان سلامة الحجاج والمُعتمرين

تصميم جسر الجمرات في مكة
كتب بواسطة: عبدالرحمن الباشا | نشر في 

جسر الجمرات هو معلم رئيسي في منطقة منى بمكة المكرمة، ويعد مسارًا حيويًا للحجاج أثناء تأدية شعيرة رمي الجمرات خلال موسم الحج، يتكون الجسر من ثلاث محطات رمي: الجمرة الصغرى، الجمرة الوسطى، وجمرة العقبة التي تُعرف أيضًا بالجمرة الكبرى، الجسر مصمم لاستيعاب مرور حوالي 300 ألف حاج في الساعة، مما يسهم في تنظيم حركة الحشود الكبيرة.

تصميم جسر الجمرات في مكة لضمان سلامة الحجاج

على مدى السنوات الماضية، شهد الجسر العديد من حوادث التدافع التي أودت بحياة مئات الحجاج، استجابة لهذه الحوادث، تم هدم الجسر القديم واستبداله بجسر جديد يتميز بتصميم أكثر أمانًا، يمتد الجسر الجديد بطول 950 مترًا وعرض 80 مترًا، ويتكون من خمسة طوابق يبلغ ارتفاع كل طابق منها 12 مترًا، تغطي مساحة الموقع الإجمالية أكثر من 200 ألف متر مربع، مما يجعله أحد أكبر المشاريع في المنطقة المخصصة لخدمة الحجاج وتسهيل أداء المناسك بسلامة وأمان.
إقرأ ايضاً:طريقة معرفة الرصيد المستلف من اتصالاتالوهيبي وش يرجع؟! أصل ونسب الوهيبي وديرتهمصدمة مدوية.. إصابة نجم الأهلي الجديد مستمرةتصريحات هزت الشارع الرياضي.. القحطاني يفضح أزمات الأندية ويدافع عن الهلال

التطوير المستمر لجسر الجمرات من بداياته حتى الآن

منذ إنشاء جسر الجمرات في عام 1974، شهد الجسر سلسلة من التحسينات والتوسعات التي تهدف إلى تحسين تدفق الحجاج وضمان سلامتهم، في البداية، تم توسيع الجسر ليصبح بعرض 40 مترًا مع إضافة مطلعين من الجهتين الشرقية والغربية ومنحدرين بجوار جمرة العقبة من الجهة الشمالية والجنوبية لتسهيل نزول الحجاج من الطابق العلوي، في عام 1978، تم تنفيذ منحدرات خرسانية مسلحة عبارة عن مطالع ومنازل للوصول إلى المستوى الثاني من الجمرات على جانبي الجسر، وذلك مقابل الجمرة الصغرى.

في عام 1982، شهد الجسر توسعة إضافية بزيادة عرضه 20 مترًا بطول 120 مترًا من الجهة الشمالية الموالية للجمرة الصغرى، وتلتها توسعة أخرى في عام 1987 حيث تم زيادة عرض الجسر إلى 80 مترًا وطوله إلى 520 مترًا، مع توسيع منحدر الصعود إلى 40 مترًا بطول 300 متر، كما تم إنشاء خمسة أبراج للخدمات على جانبي الجسر، وتم تنفيذ اللوحات الإرشادية وتثبيت أنظمة الإنارة والتهوية، ليصل إجمالي مساحة الجسر إلى 57,600 متر مربع.

وفي عام 1995، دخل الجسر مرحلة جديدة من التنظيم والتطوير حيث أُجريت تعديلات على مراحله المختلفة بشكل يجمع بين جمال التصميم وكفاءة حركة الحجاج عليه، شملت هذه التعديلات تعديل شكل الأحواض من الدائري إلى البيضاوي وتحديث الشواخص في عام 2005، مما يعكس الاهتمام المستمر بتحسين بنية الجسر وضمان تجربة أكثر أمانًا وراحة للحجاج.

التصميم المتقدم لجسر الجمرات الجديد

يُعد جسر الجمرات الجديد تحفة هندسية بمعايير متطورة، يمتد بطول 950 مترًا وعرض 80 مترًا، ويتألف من خمسة طوابق مصممة بعناية لتلبية احتياجات الحجاج الحالية والمستقبلية، تم تصميم أساسات المشروع بقدرة تحمل تصل إلى 12 طابقًا، مما يتيح إمكانية توسيع الجسر لاستيعاب خمسة ملايين حاج في المستقبل إذا دعت الحاجة، وكل طابق يرتفع 12 مترًا ويتضمن الجسر ثلاثة أنفاق وأعمالًا إنشائية متقدمة مع قابلية للتطوير المستقبلي.

يشتمل الجسر على 11 مدخلًا و12 مخرجًا موزعة على الاتجاهات الأربعة، مما يسهل حركة الحجاج ويضمن تدفقهم بسلاسة، وقد تم تجهيز الجسر بمهابط لطائرات مروحية لمواجهة حالات الطوارئ، بالإضافة إلى نظام تبريد متطور يعتمد على تكنولوجيا التكييف الصحراوي، يضخ هذا النظام رذاذًا خاصًا يعمل على تبريد الجو حول الحجاج، مما يخفض درجة الحرارة إلى حوالي 29 درجة مئوية، مما يعزز من راحة الحجاج أثناء تأدية مناسكهم.

كما تضمن المشروع تنظيمًا شاملًا لمنطقة الجمرات، بما في ذلك إعادة هيكلة المداخل والمخارج وتوزيعها على ستة اتجاهات، ثلاثة منها من الناحية الجنوبية وثلاثة من الناحية الشمالية، تمت أيضًا إعادة تنظيم الساحات المحيطة بالجسر لمنع التجمعات والسيطرة على ظاهرة الافتراش، ولضمان تقديم أفضل الخدمات، تم تخصيص أماكن مناسبة لمختلف الخدمات مثل الأغذية، وأماكن الحلاقة، ودورات المياه، بالإضافة إلى الخدمات الطبية والإسعافية وقوات الدفاع المدني والأمن العام.

ولتوفير أعلى مستويات الأمان، زُود الجسر بنظام مراقبة متطور يشمل كاميرات موزعة في مواقع استراتيجية متصلة بغرفة عمليات مركزية تشرف على الجسر والمناطق المحيطة به، يتيح هذا النظام مراقبة الوضع بشكل دقيق واتخاذ الإجراءات الفورية في حال حدوث أي طارئ، مما يضمن سلامة وراحة الحجاج على مدار الساعة.

اقرأ ايضاً
الرئيسية | اتصل بنا | سياسة الخصوصية